في فجر يوم الاثنين دخل المخرج يوسف شاهين في غيبوبة تامة نتيجة إصابته بنزيف في المخ "م هو من السجاير طبعاً" (اللهم لا شماتة).
أوضح مصدر "الصراحة معرفوش" أن شاهين ترافقه ابنة أخته ماريان خوري
وعلى الفور طلب المخرج خالد يوسف استئجار طائرة خاصة لنقله فوراً للعلاج بالخارج حيث أكد نقلاً عن الأطباء أن حالته تستدعي ذلك وهذا ما حدث ...
ولكن الذي يستوقفني في الأمرهو
نقله في طائرة ألمانية خاصة مجهزة
إلى مستشفى أمريكي
في فرنسا
مع العلم أن الطائرة ستتوقف في أثينا للتزود بالوقود
و أن كل ما سبق على نفقة مصر !
أعتقد أن الأمر خطير
ليس فقط في حالة يوسف شاهين صاحب الـ 82 عاماً والذي يأمل أن يعيش وهو يصنع "سينماه الخاصة" لسن المئة كمَثله المُحبب المخرج البرتغالي " مانويل دي أوليفيرا" الذي تجاوز 99 عاماً واحتفل قريباً مع أصدقاؤه بعامه المئة لعله لن يصل له ... (ربنا يوفق الاتنين ويكملوا المية).
وعلى النقيض تماماً فقد كانت هناك حالة د.عبد الوهاب المسيري التي استوجبت الرعاية وأنه يستحق العلاج فعلاً على نفقة الدولة لأنه يملك تكاليف العلاج الباهظة لعلاج النخاع وهذا ما جعله يتقدم بطلب لرئاسة الجمهورية حيث فوجئ بالرد أنه اترك الطلب يأخذ مجراه (اللي هو سيب الطلب ياخد دورته وحلني بقى ... موت يا حمار) ومن الغريب أنه وبعد أن تم علاج الدكتور المسيري على نفقة أحد الأمراء العرب والذي لا أتذكره الآن (والله مش فاكره .. أصلي بحب أذكر أوي الحاجات دي) فوجئ أنه لم يتم النظر في التفكير في كيفية الرد على اقتراح الطلب المقدم ... !؟
وها هي الأيام ويرحل الدكتور المسيري .. رحمه الله
بعكس ناس تانية وصلت لنفس سنه تقريباً وعايشة وبصحتها ومقضياها "حكم وعربدة" ، (ولكم نتمنى أن يرحمه الله أيضاً) ولكن لا أظن ....
ولكن الأمر في كون مخرج نال من الجوائز و "أموال الشعب" الكثير .. لا يملك نفقات علاجه؟
ودعونا نفسر تلك الحملة الأخيرة حتى أستوضحها للجميع ولا يأخدها البعض بمحمل مختلف
الجوائز:
عن أفلام قدرها الفرنسيون أكثر منا ... وإن كنت أستهجن ذوق الفرنسيين كثيراً
أموال الشعب:
أتكلم عن أن عملية صناعة السينما في الأساس مشكلتها في عدم إكتمال الدائرة .. أي أنه عندما ينتج منتجاً الفيلم ويدفع مما أخذه من فيلمه السابق فإنه ينتظر عرض الفيلم وبعد الإعلانات والدعايا التي ينفقها ويتحملها تأتي عملية جني الثمار من أموال الشعب الذي يشاهد وأنا واحد منهم (وإن كنت سأصبح واحداً من أولئك الأوغاد الذين يتمتعون بالمال ويطرقون كل مجالات الفن - لا أقصد الإهانة حرفياً) ، وحتى بعد هذا فالشعب يدفع ثمن التذكرة ولا يعود عليه مكسب مادي ملموس وحقيقي يساعده على تكرار المرحلة التي تبدأ من جيب كل مواطن وتنتهي في جيب شخص واحد وهو المنتج ومعه رفاقه من العمل (لا أحمل الضغينة للمنتجين ولا أكيل لهم وبالطبع ليست تلك الفكرة السيئة عنهم هي الشئ الوحيد المسيطر على شعوري في هذه المسألة ولكن ... ) ... ببساطة الأمر أراه هكذا وليس له حل
المتفرج دائماً يدفع ولا يتلقى المثل فما بال أنه قد لا يتلقى حتى رد فعل غير ظاهر هو شراء قيمة معينة يراها في الفيلم
فأغلب الظن أن المتفرج يخرج خاسراً نقوده وقد يخرج بخفي حنين إذا لم يعجبه العمل .. فما العمل ؟!
وتلك النقود تذهب في طريقها المعهود إلى المنتجون وطاقم العمل والذين من حقهم فعلاً أن يتقاضوا الأجر ولكن ليس بهذا القدر المبالغ فيه إلى أقصى درجة والذي ينطبق عليه قول يوسف بك وهبي " ياللهول!"
أرى أن العملية ليست عادلة وقد يكمن حلها أو محاولته ليس في أن يتقاضي هؤلاء أجوراً أقل ولكن يتقاضوا بقدر ما عملوا
أن يصنعوا سينما ... لن أطلق وصف حقيقية أو ما شابه .. ولكن سينما
يرضاها الجمهور والنقاد وجيوب العاملين بها
وبعد أن يجمع المنتج نقوده والتكاليف التي تحملها وأكثر بمراحل يعيد الكرة
وهنا ينصب الأجر في جيب منتج واحد
ليست الفكرة في كتابة المقال التطرق إلى أحوال المنتجين وما إلى ذلك ... ولكن أحببت فقط مجرد التعليق برأيي المتواضع طالما جئنا على ذكر الأمر.
ولكن يوسف شاهين في معظم أعماله يقوم بانتاجها في شركته ولكنه يحب دائماً مشاركة الفرنسيين ومجاملة الألمان وبالطبع الأمريكان لهم جانب من كل هذا رغم أنه معارض تماماً لفكرة التحول لمخرج أجنبي ويؤمن بفكرة أن طريق العالمية يبدأ من الانخراط في المحلية
لست هنا كي أنقد يوسف شاهين شخصياً أو أفكاره التي اختلف كثيراً معها أو شخصيته التي كنت أكرهها والآن أعشقها مع بعض الكره لطبيعة تصرفاته وتفكيره ولكن لا أحد له الحق في تقييد أحد أو الحكم والحكر عليه ورغم كل هذا فأنا بالطبع أتمنى له الشفاء
ولكن أثر فيَّ هذا التناقض الغريب ...... !
لطالما وددت أن أقابله بفيلم مختلف من نوعية السينما التي سأصنعها فيما بعد إن شاء الله والتي قد يراها بعيدة كل البعد عن السينما ولكنني أراها في صلب الموضوع وهي الفن بذاته ... لكل منا عقله وهو مسئول عنه